كوبا أميركا: البرازيل تتعثر افتتاحاً بتعادل سلبي مع كوستاريكا

تعثّرت البرازيل في بداية مشوارها في بطولة كوبا أميركا 2024 في كرة القدم، بتعادلها مع كوستاريكا الشجاعة دون أهداف، الإثنين في إنغلوود، كاليفورنيا ضمن المجموعة الرابعة التي شهدت فوز كولومبيا بقيادة خاميس رودريغيس على الباراغواي 2-1.

ولم يتمكّن “سيليساو” بقيادة فينيسيوس جونيور ورودريغو، مهاجمي ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، من كسر الجدار الدفاعي لكوستاريكا التي حرس عرينها المتألق باتريك سيكيرا.

سيطرت حاملة اللقب تسع مرات واعتقدت انها افتتحت التسجيل في الدقيقة 30 عبر مدافع باريس سان جرمان الفرنسي ماركينيوس، بعد ركلة حرّة من رافينيا تابعها رودريغو، بيد أن العودة إلى حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) لنحو ثلاث دقائق الغت الهدف بداعي التسلّل من مسافة قصيرة.

وصدّ القائم في الدقيقة 63 تسديدة قوية للاعب الوسط البرازيل لوكاس باكيتا من مشارف المنطقة في اخطر فرص المباراة، كما رأى برونو غيمارايس تسديدته يصدّها ببراعة سيكيرا.

ورغم استحواذها الكرة بنسبة 73.5%، سدّدت البرازيل ثلاث مرات فقط على المرمى الكوستاريكي الذي يحرسه سيكيرا المنتمي إلى نادي إيبيسا في الدرجة الإسبانية الثالثة.

في المقابل، اكتفى لاعبو المدرب الأرجنتيني غوستافو ألفارو بالدفاع عن منطقتهم بشراسة، لم يغامروا في الناحية الهجومية ولم يسدّدوا بين خشبات حارس ليفربول الإنكليزي أليسون بيكر طوال المباراة.

حاول المدرّب دوريفال جونيور تنشيط هجومه في نهاية المباراة، عندما أدخل الشابين سافيو والمراهق إندريك بدلاً من رافينيا وفينيسيوس جونيور، بيد انهما اخفقا في صنع الفارق.

التعادل الأوّل بين المنتخبين تركهما في المركز الثاني بترتيب المجموعة التي شهدت قبل ذلك فوز كولومبيا خاميس رودريغيس على الباراغواي 2-1 في هيوستن، تكساس.

وفي الجولة المقبلة، تلعب البرازيل، بطلة العالم خمس مرّات (رقم قياسي)، مع الباراغواي في لاس فيغاس، نيفادا، قبل أن تختتم مشوارها في المجموعة الرابعة ضد كولومبيا في الثاني من تموز/يوليو في سانتا كلارا، كاليفورنيا.

ولا يزال نجم هجوم البرازيل نيمار (32 عاماً) الذي تابع المباراة من المدرجات بعيداً عن المستطيل الأخضر، بعد اصابة أثرت على مشاركته مع فريقه الجديد الهلال السعودي طوال الموسم الماضي.

ويغيب عن تشكيلة دوريفال جونيور (62 عاماً) في هذه البطولة، لاعب الوسط كازيميرو، المهاجمان غابريال جيزوس وريشارليسون والمدافع المخضرم تياغو سيلفا، فيما استُبعد حارس مانشستر سيتي الإنكليزي إيدرسون بسبب الاصابة.

وفي آخر مبارياتها الإعدادية، فازت البرازيل التي خسرت لقب كوبا أميركا الأخيرة على أرضها تحت اشراف المدرّب تيتي أمام أرجنتين ليونيل ميسّي، على إنكلترا 1-0 وتعادلت مع إسبانيا 3-3 في آذار/مارس، ثم فازت على المكسيك 3-2 وتعادلت مع الولايات المتحدة 1-1 هذا الشهر.

تألّق خاميس

وفي المباراة الثانية، تابع صانع اللعب الكولومبي المخضرم عودته إلى الأضواء، بعد عقد أخير مخيّب تلا صعوده إلى القمة في مونديال 2014.

صنع لاعب ريال مدريد الإسباني السابق وساو باولو البرازيلي الحالي، هدف الافتتاح لـ”كافيتيروس” أمام الباراغواي، سجّله في الدقيقة 32 دانييل مونيوس برأسه، متفوّقاً على الحارس رودريغو مورينيغو.

بعدها بعشر دقائق، عزّزت كولومبيا، المتوّجة مرّة يتيمة باللقب في 2001، تقدّمها بهدف هندسه مجدّداً خاميس بقدمه اليسرى المميّزة.

هذه المرّة صنعه من الجهة اليمنى، بتنفيذه ركلة حرّة تابعها في الشباك لاعب كريستال بالاس الإنكليزي جيفرسون ليرما.

ثنائية وضعت كولومبيا في موقف جيّد لمتابعة سلستها المميّزة واكمال 24 مباراة دون أي خسارة.

واصلت كولومبيا البحث عن هدف ثالث في الشوط الثاني، بيد أن الباراغواي عكّرت عليها نهاية المباراة بتقليصها الفارق عبر لاعب برايتون الإنكليزي خوليو إنسيسو بكرة طائرة في شباك الحارس كاميلو فارغاس

لكن كولومبيا حافظت على السيطرة وكادت تحصد ركلة جزاء في الدقيقة 84، من عرضية أخرى لخاميس نجم عنها التحام بين غوستافو فيلاسكيس والمدافع الكولومبي ييري مينا.

أشار الحكم الأرجنتيني داريو هيريا إلى نقطة الجزاء، بيد ان تدخل حكم الفيديو المساعد قلب القرار.

البرازيل ضد كوستاريكا أنشيلوتي وحده يعرف شفرة السحرة .. والحظ ليس في قميصك يا نيمار!

سقوط تاريخي للسيلساو أمام كوستاريكا في كوبا أمريكا

رغم امتلاكه كتيبة من المواهب الشابة وأصحاب المهارات، يقدم منتخب البرازيل واحدة من أسوأ نسخه على مر التاريخ، مع انطلاق منافسات كوبا أمريكا، ليصيب جماهيره بالقلق من كابوس انتهاء عصر سحرة كرة القدم.

وسقط السيلساو في فخ التعادل السلبي، فجر اليوم الثلاثاء، أمام كوستاريكا أضعف منتخبات المجموعة الرابعة في مستهل مشواره بكوبا أمريكا، المقامة حاليًا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتعد هذه النتيجة وصمة عار في مسيرة المنتخب البرازيلي، إذ أنها أول نتيجة إيجابية يحققها منتخب كوستاريكا في تاريخه أمام راقصي السامبا، حيث انتصر في المواجهات السبع التي جمعتهما في الماضي، بينما فشل هذا الجيل في الحفاظ على الأفضلية الكاسحة على ” لوس تيكوس”، وزاد من الشكوك حول إمكانية استعادة اللقب الغائب منذ 2019.

أداء البرازيل .. ضجيج بلا طحين

البرازيل افتقدت إلى الانسجام بين عناصر الخط الهجومي وعابها بشكل واضح غياب اللمسة الأخيرة، ليهدر الفريق كل الفرص التي صنعها على مدار 90 دقيقة بخلاف 5 دقائق إضافية، رغم استحواذه على الكرة في أغلب فترات اللقاء بنسبة ضخمة بلغت 74%.

لكن نسبة الاستحواذ هذه لا تعبر فعليًا عن تفوق للبرازيل، حيث كان أغلب الاستحواذ سلبيًا، ووقف المدرب دوريفال جونيور على الخط مكتوف الأيدي، رغم أنه دفع بالتغييرات الممكنة في الشوط الثاني لتغيير النتيجة، لكن فشل البدلاء إندريك، سافينهو ومارتينلي في تقديم أي إضافة ممكنة.

وتوقعت الجماهير أن تكون المباراة نزهة في وجود الثلاثي الهجومي الناري، رافينيا، رودريجو جويس وفينيسيوس جونيور، لكنهم كانوا بدون تأثير واضح بينما تفنن الثنائي برونو جيماريش ولوكاس باكيتا في إهدار الفرص المحققة أمام مرمى الحارس الكوستاريكي باتريك سيكييرا.

الآن تعرفون قيمة نيمار!

كانت لقطة ظهور نيمار دا سيلفا في الملعب وهتاف الجماهير له بحرارة، معبرة تمامًا عن الوضع المذري الذي يمر به منتخب البرازيل، حيث بدا الفريق ضعيفًا وافتقد إلى القائد والملهم لهذه المواهب الشابة في أرض الملعب.

ورغم كل السلبيات التي لطخت مسيرة نيمار سواء مع الأندية أو منتخب البرازيل، لكنه كان دومًا على الموعد مع الشباك، وأصبح الهداف التاريخي للسيلساو بـ79 هدفًا في 12 مباراة، لكن غيابه عن البطولة للإصابة ظهر تأثيره السلبي للغاية على الفريق.

وخذل الثنائي فينيسيوس ورودريجو نيمار، الذي تحدث عنهما قبل انطلاق البطولة قائلًا: “أنا مطمئن على مستقبل منتخب البرازيل في وجود فيني، أعتقد أنه سيفعل المطلوب منه في كوبا أمريكا. أما رودريجو فهو مختلف تمامًا، لأنه لاعب مجنون وقميص رقم 10 سيمنحه الكثير من الحظ”.

ورغم ذلك، كان نيمار متعجبًا للغاية من قرار دوريفال باستبعاد نيمار من أرض الملعب لحساب إندريك قبل 20 دقيقة من النهاية، حيث ليس من المنطقي استبعاد أفضل لاعبي العالم في هذا الوقت حتى لو كان غير موفق لكنه يظل مصدر خطرة في أي لحظة.

أنشيلوتي وحده يملك الشفرة
كانت جماهير البرازيل تمني النفس أن تستفيد من حالة الانتفاضة التي يعيشها الثنائي رودريجو وفينيسيوس جونيور مع ريال مدريد خلال الموسم المنصرم، حيث ساهما بقوة في فوز الفريق بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، كما بات “فيني” المرشح الأقرب لجائزة أفضل لاعب في العالم.

لكن هذه النسخة من ثنائي هجوم البرازيل، بدا أن لها شفرة غير واضحة أمام أعين دوريفال جونيور، ويحتفظ بها فقط الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يجيد توظيف مهارات فينيسيوس ورودريجو لخدمة الفريق الملكي.

وكانت البرازيل لتستفيد من هذه الشراكة المثالية، لو كان المشروع المقترح بالتعاقد مع أنشيلوتي قبل كوبا أمريكا، قد كتب له النجاح، لولا تدخل فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد في الوقت المثالي ووضع الثقة في العجوز الإيطالي لاستكمال مهمته مع الميرنجي لموسم إضافي.

وبالفعل جنى ريال مدريد مكاسب ضخمة من وراء هذا القرار الحكيم من بيريز، بينما ترك الحسرة وخيبة الأمل للبرازيل مع دوريفال الذي يبدو عاجزًا تمامًا عن الاستفادة من هذه المواهب الشابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


× تواصل معنا