في كل مرة يسجل فيها ميسي هدفاً يُطرب العالم به، مثل الذي دونه أمسية السبت ضد كليرمون، يُذكرنا بأن الخرافة ليست دائماً أكثر روعة من الحقيقة، وأن الأسطورة لا يجب أن يمر عليها عقود وأحياناً قرون، لكي تزداد لمعاناً وبريقاً.
ميسي هو حقيقة هذا الزمن في كرة القدم، حقيقة مطلقة غير قابلة للقياس ولا للتورية، هو فقط قابلٌ للمتعة، فليس عن عبث قيل للجماهير، كل جماهير كرة القدم بما فيها الذين لا يحبون ميسي “تمتعوا بكل دقيقة يلمس فيها ليو عشب الملاعب قبل أن يعتزل”.
هدف خامس بدا أن ليو تدرب مع مواطنه باريديس مراراً على رسمه، إذ اكتفى البرغوث بالتوغل في العمق موحياً لزميله بطلب الكرة، التي وصلته على صدره فروضها وأرسلها مقصيةٌ بقدمه اليسرى من فوق حارس الفريق المنافس موري دياو.
مقصيةٌ لا تشبه تلك اللُعبات القوية العالقة في أحلامنا بالدبل كيك، لأن ميسي لم يرتقِ فوق الأرض إلا سنتيمترات قليلة، ثم حولها بلمسة ساحرة والّتف على العشب مُلهباً مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو لن يُمل من مشاهدته أبداً، وربما هنا تكمن قوة ميسي فتوغله وانسجامه مع زميله، والحالة التي وضع فيها بهذه الكرة لم تتطلب منه كثير جهد.
فوز باهر لباريس سان جيرمان على كليرمون
وعاب البعض بهدف ميسي ضعف دفاع المنافس الذي تلقى قبل هذا الهدف التحفة 4، واحد منهم لليو بالتحديد، ولكن من ينسى أن الأهداف الأيقونية في تاريخ كرة القدم لم تأتِ كلها على منافسين أشداء وفي النهائيات الكبرى، نذكر فقط هدف ميسي التاريخي على خيتافي 2007، وهدف الظاهرة رونالدو على كومبوستيلا 1996، عندما كان الأسطورتان في برشلونة.
وسجل ليو مبكراً جداً هذا الموسم، ليفتتح عداد أهدافه منذ الجولة الأولى بثنائية بعدما انتظر الموسم الماضي حتى الجولة 14 ليحرز أول أهدافه مع باريس سان جيرمان في الدوري.
مدرب باريس سان جيرمان كريستوف غالتييه تحدث كثيراً عن أن قوة الفريق بجماعيته ورغبة اللاعبين في المزيد من العمل، ولكنه لم يستطع تحاشي تألق ميسي فقال باختصار وحكمة “إذا ابتسم ميسي … الفريق كله يبتسم”.
ولا يمكن في أي حال من الأحوال، أن نتجاهل تألق البرازيلي نيمار سواء في اللقاء ضد نانت (سجل ثنائية)، أو ضد كليرمون (سجل هدفاً وصنع 3).
هذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها ليونيل ميسي هدفين في مباراتين متتاليتين في جميع المسابقات مع باريس (ضد نانت في كأس الأبطال وفي كليرمون ليلة السبت).
وكان الملك البرازيلي حاسمًا في تسع مباريات متتالية في جميع المسابقات مع باريس سان جيرمان (11 هدفًا، 6 تمريرات حاسمة).

لايزال من المبكر جداً إطلاق الأحكام في أي دوري، ولكن ما رأيناه من ميسي ونيمار في المباراتين الأخيرتين لسان جيرمان يبشر بثنائي غزير سيترك للمشاهدين في كل أنحاء العالم الكثير من الإمتاع.
حصل نيمار على 23 تمريرة حاسمة من ليونيل ميسي في جميع المسابقات (برشلونة + باريس) ، على الأقل مرتين أكثر من أي شريك آخر (لويس سواريز 21 ، كيليان مبابي 20).